(25) مصر في عهد النبي يعقوب والهكسوس

وهو ابن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام

وقد كان بدويا آرميا يعمل في رعي الأغنام

وكانت إقامته في فلسطين عند مدينة حبرن حيث كان يسكن جده إبراهيم

ولقد كان يعقوب في موطنه هذا محاطا بالمشركين الوثنيين من البدوو الآراميين بل كان خاله نفيه وثنيا وكذلك زوجته .

ويذكر ابن كثير أن النبي يعقوب كان قد تزوج من ابنتي خاله الآرامي الوثني – وكان جائزا لديهم الجمع بين الأختين – وعند انتقالهما الي حيران – موطن ابيهما – الي حبرون موطن يعقوب .. أخذ أصنام ابيهما معهما

ويضيف ابن كثير (ولم يكن عند يعقوب علم من اصنامه فأنكر أن يكونوا أخذوا له أصناما فدخل خاله بيوت بناته يفتش فلم يجد شيئا .. وكانت راحيل – زوجة يعقوب – قد جعلت الأصنام في بردعة الجمل وهي تحتها فلم تقم واعتذرت بأنها طامث .. الخ )

ويذكر د. أحمد شلبي ( وزوجة يعقوب راحيل كانت وثنية حتي بعد ان مضت عدة سنوات علي زواجها منه .. وقد بلغ وثنيتها وأخلاقها أنها سرقت اصنام ابيها وفرت هاربة من بيت ابيها مع زوجها الي فلسطين – سفر التكوين 31-19

هذا ما كان عليه حال الأقربين من يعقوب فما بال حال قومه من القبائل الآرمية .؟

ولذا كان من الطبيعي أن نعرف أن يعقوب كان نبيا مبعوثا لهداية قومه هؤلاء

يذكر الأستاذ احمد بهجت ( وكان يعقوب نبيا الي قومه )

كما كان نبيا مبعوثا أيضا الي ابنائه

قال تعالي ( إذ حضر يعقوب الموت .. إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي ؟ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وأسحاق .... الخ ) البقرة 133

يعقوب في مصر

قضي يعقوب حياته في موطنه ذاك حتي بلغ عمره 130 سنة وعندئذ إنتقل الي مصر عندما استقدمه ابنه يوسف وكان ذلك في عهد حكم الهكسوس

وفي مصر عاش يعقوب الي ان توفى بعد 17 سنة

وكانت إقامته في أرض جاشان – بالقرب من بلبيس وعلي مقربه من عاصمة الهكسوس أواريس- حيث كانت هذه المنطقة آنذاك غاصة بقبائل الهكسوس من الأراميين وأشباههم

كانت هذه هي البيئة الهكسوسة التي عاش فيها يعقوب بمصر

ولا شك أن دعوة يعقوب للتوحيد آنذاك إن كان هنالك أي احتمال لقيامة بذلك في مثل هذه السن الطاعنة ... قد كانت موجهة الي اولئك الهكسوسيين وخاصة الآراميين .

كما نقرأ في بعض المراجع أنه قد توجه بدعوته الي الملك الهكسوسي آنذاك .

ويذكر ابن إياس ( وأما ملك  يوسف فكان اسمه الريان وقيل أنه أسلم علي يد يعقوب عليه السلام لما دخل مصر .)

إذن فالنبي يعقوب لم يكن مبعوثا الي قدماء المصريين وإنما كان لأولئك الهكسوس

=============

المرجع :- قدماء المصريين أول الموحدين

(24) أصل غزاه مصر من الهكسوس - الجزء الثالث والأخير

صفات الهكسوس

ومن الجدير بالذكر أن غزو اولئك العماليق لمصر لم يكن غزوا عسكريا بالمعنى المألوف ولكنه كان هجمة جياع جماعية همجية بربرية فاجأوا بها البلاد واجتاحوها في جحافل بشرية مهولة العدد ( 2-3 مليون ) تدفقت علي الدلتا كطوفان متلاحق من البشر مستغلين فرصة التفكك والأضطراب الشديد الذي كانت تعانية مصر آنذاك . حتي انهم كما يذكر أحد المؤرخي لمصر القديمة ( قد اجتاحوا البلاد بدون حرب )

وكانوا غلاظ القلوب مخربين ومفسدين

ويصف د. حسين فوزي مقدمهم وآثار إفسادهم بقوله ( لقد نزل بأرض مصر كاجراد شعب جائع بربري جاء من الشرق وقد حل معه الخراب والدمار ونزلت مصر الي حضيض لم تعرفه في تاريخها )

ويذكر ول ديورانت ( وقد غزا الهكسوس مصر بأحرقوا مدنها ويددوا ما تجمع من ثرواتها وقضوا علي كثير من معالم فنونها )

ويكر عالم الآثار الألماني د. بروجش ( لما نزلت الرعاة بأرض مصر – وكانوا أخلاطا من الهمج – سطت ايديهم علي جميع ما بها ودمروا البيوت وأهلكوا الحرث واكثروا القتل وأبادوا العباد وفعلوا كل منكر قدروا عليه .. الخ ولقد بقي ما فعلوه من الفظائع في صدور المصريين نحو الألفي سنة )

ويذكر المؤرخ السوري عزة دروزة ( وقد وجدت علي الآثار الكتشفة في الجنوب نقوش تذكر أن الهكسوس كانوا همجا برابره وأنهم خربوا المدن والمعابد والقصور وحرقوا البيوت ونهبوا الأموال وذبحوا الرجال وسبوا النساء والأطفال .... الخ )

كما يذكر الأثري أحمد كمال ( واستعمل الهكسوس مع المصريين منتهي القسوة والفظاظة )

ويضيف عزة دروزة ( وكان ملوكهم يطمعون في محو الشعب المصري )

ويؤكد هذا المؤرخ المصري القديم \ مانيتون ... إذ يقول ( وقد كان هولاء الملوك الهكسوس يطمعون باستمرار في محو الشعب المصري )

ويذكر المؤرخون أن أولئك العماليق كانوا جميعا من الكفرة المشركين عباد الأصنام

وهكذا كان أولئك البدو العماليق في أحط دركات البدائية والهمجية والوحشية .. خطافين سقاحين هدامين وكفرة ومشركين ووثنيين .

بأختصار ... تجمعت فيهم كل شرور ومساوىء البشرية ....

=============

المرجع :- قدماء المصريين أول الموحدين

=================================