وهو في مصر يبدأ
من 6000 ق م وينتهي في 5000 ق م
ويشمل حضارات
البداري وتقادة الأولى وجرزة ( في الوجة القبلي )
ومرمدة والمعادي
وحلوان ( في الوجة البحري )
ومن أهم النصوص
الدينية التي ترجع الي هذا العصر السحيق تلك النصوص المعروفة بأسم (متون الأهرام)
وعنها يذكر د.
سليم حسن ( وتعد متون الأهرام بحق أهم مصدر يضع أمامنا صورة عن الحالة الدينية في
تلك الأزمان السحيقة )
ويذكر في موضع آخر
( ديانة عصر بداية المعادن هو العهد الذي سبق بداية التاريخ وأهم مصدر وصلنا من
ناحية الديانةو في هذا العصر هو متون الأهرام )
ويذكر د. حسن فوزي
( إن الثابت من لغة متون الأهرام ومن طرائق التفكير فيها أنها ترتد الي زمن سابق
علي الأسرات بكثير ، فهي إذن تسجل العقائد المصرية القديمة لأولئك الذين أسسا
حضارة البداري ونقادة و جرزة مرمدة والمعادي )
وأما عن عقيدة
النوحيد الواردة في هذه النصوص السحيقة القدم ، يذكر المؤرخ أنطون زكري فقرات مما
ورد في متون الأهرام مثل
( إن الخالق لا
يمكن معرفة أسمه لأنه فوق مدارك العقول ... الخ )
ثم يعلق قائلا : (
ولذلك استعملوا لتسمية هذا الخالق ألفاظا عامة كالألوهية – أي اطلقوا عليه الأسم
المجرد الإله ... وبعض ألفاظ تدل عليه بطريق الكناية .. فقالوا – السيد المطلق .. –
المالك كل شيء - ... – الذي لا نهاية له ولا حد له - ... الخ)
وهكذا كانت عقيدة
وفكر قدماء المصريين منذ ذلك الماضي البعيد البعيد
وواضح أنهم
يتحدثون عن الله الذي نعرفه نحن اليوم ، ويكفي أنهم كانوا يتحدثون عنه في صيغة
المفرد ، أي أنهم كانوا يدينون بعقيدة التوحيد
إذن التوحيد في
مصر أقدم بكثير جدا مما كنا نظن أو نتصور
ومن أهم الأمور
التي يجب الألتفات اليها أن الدين في مصر لم يبدأ بالشرك والتعدد ثم أنتهي الي
التوحيد .
وإنما هو التوحيد
منذ البدء
يذكر سير يتر رينو
– مترجم كتاب الموتى : ( منذ أكثر من 5000 سنة أرتفعت في ربوع وادي النيل أصوات
التسابيح لإله الواحد .. وأن الأعتقاد بوحدانية الإله الأعظم وصفاته القدسية
بأعتباره الخالق الأوحد ومصدر الناموس ... تبدو جوهرة لامعة متألقة .. لذلك لا
يمكننا القول بأن الفكر الديني في مصر قد تطور من الدرجات السفلى وتسامي إلي أعلي
حتي وصل الي عقيدة الوحدانية )
أي أنه لم يتدرج
ويتطور الي التوحيد ,... وإنما كان توحيدا منذ البدء
ولذا يذكر العقاد
أيضا بعد طول دراسة وتأمل ( وأغلب الظنون المدعمة بالقرائن المعقولة أن مصر بدأت
بالتوحيد في الدين )
ولم تكن هذه مجرد
ظنون واحتمالات .. إذ أن الكشوف الأثرية والدراسات التاريخية التي تتوالي يوما بعد
يوم قد أيدت ومازالت تؤيد مقولة العقاد واستنتاجه وهو أن التوحيد كان في مصر منذ
بداية تاريخها .
===========
المراجع :- قدماء المصريين أول الموحدين ص
178
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق