ونكمل ما جاء من الأسرة
الخامسة :-
وكما أن هنالك أيضا
العديد من المعاني التي ذكرها الحكيم بتاح حوتيب والتي تتشابه مع المعاني الواردة
في القرآن الكريم .
فمثلا ...
يقول عن الآداب الشرعية
للزيارة ( إذا دخلت بيتا فلا تنظر بعين السوء إلي من فيه من النساء .. فإن ألوفا
من الرجال يقعون في الهلاك بسببهن .. لأن جمال اعضاءهن يخلب العقول ... )
وفي ترجمة أخر ( إذا
دخلت بيت غيرك فأحذر من توجيه بصرك الي خدر نسائه .. فكم هلك إناس من جراء ذلك ..
بسبب متعة قصيرة تضيع كالحلم )
ويضيف قائلا ( واعلم أن
بيت الزاني مآله الخراب )
وفي القرآن الكريم : قال
تعالي ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على
أهلها ... الخ )
قال تعالى ( قل للمؤمنين
يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ... الخ ) النور 27-30
وفي التفسير ( هذا أمر
من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم وعما حرم عليهم .. الخ ...
ولما كان النظر داعية الي فساد القلب – كما قال بعض السلف "النظرة سهم سم الي
القلب"- .. لذلك أمر الله بحفظ الفروج ... بمنعها عن الزنا )
ويوصل الحكيم بتاح حوتيب
فيقول ( إعلم أن بيت الزاني مآله الخراب ... وكل زان لابد أن يكون ممقوتا من الله
لأنه مخالف للشرائع )
وفي القرآن ( ولا تقربوا
الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )
إذن .. ما قاله الحكيم
المصري القديم من أن الزنا مخالف للشرائع الإلهية هو نفسه ما جاء في القرآن الكريم
.
با والأعجب والأغرب أن
عقوبة الزنا عند قدماء المصريين كانت هي الأخرى صورة طبق الأصل مما ورد في القرآن
.
يذكر د. عبد الرحيم صدقي
( إن المتتبع لتاريخ مصر القديم يلحظ أن أول وثيقة نتعلق بموضوع الزنا ترجع إلي
الأسرة – أي نفس عصر الحكيم بتاح حوتيب –
ولقد قدم هذه الوثيقة الأولى للمؤرخ الشهير "بيرن" في إحدى مؤلفاته عن
الحضارة المصرية القديمة )
أما عن العقوبة التي
كانت توقع علي الزاني
يذكر د. عبد الرحيم صدقي
( إن عقوبة الزنا كانت الجلد وكانت العقوبة عامة ... أي توقع بصورة رسميه علي يد
الحاكم )
ويضيف ( واضح أن الحكمة
من إقرار هذا العقاب أنها تقصد الإيلام مقابل اللذة الآثمة )
كما يذكر فلندرز بتري (
ويعد ديودوور – المؤرخ والرحالة الإغريقي – خير من كتب عن القانون الجنائي المصري
وسجل نصوصه .. الخ ... أما عقوبة الزنا من غير إكراه فكانت الجلد للزاني )
ويضيف د . عبد الرحيم
صدقي ( وقد ميز ديودور بين فعل الزنا .. وفعل هتك العرض أو الأعتصاب ... إذ ان
الزنا لو تم بالغصب كان الجزاء .. الخ ... أما لو تم بدون عنف .... فإن الزاني كان
يجلد )
إذن فعقوبة الزنا في
شريعة المصريين القدماء كانت الجلد .
وفي القرآن .. قال تعالى
( والزانية والزاني .. فأجلدوا كل واحد منهما ... الخ ) النور-3
أي أن ما كان يفعله
المصريين القدماء منذ أقدم عصورهم .... هو نفسه ما جاء في القرآن الكريم الذي يمثل
شريعة الله .
بل ويؤكد المصريين
القدماء أنهم كانوا يفعلون ذلك وفقا للشرائع الإلهية .
وقد نص بتاح حوتيب علي
ذلك إذ يقول ( وكل زان لابد أن يكون ممقوتا من الله لأنه مخالف للشرائع ... ومن
خالف الشرائع الإلهية نال شر الجزاء )
ويذكر د. عبد الرحيم
صدقي عن القانون الجنائي في مصر القديمة إن القانون المصري القديم هو قانون إلهي
).
وللحديث بقية عن الأسرة
الخامسة التي عاصرت نبي الله هود لقوم عاد .
===============
المرجع :- قدماء
المصريين أول الموحديين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق