نكمل معا الأسرة الخامسة
التي كانت في عصر نبي الله هود وقوم عاد .. برغم انهما لم يلتقيا في المكان معا
ولكن توجد شواهد وقرائن تدل أن المصريين القدماء كانوا موحدين بالله ولذلك لم يكن
في هذا الزمان رسول أرسل اليهم.
عن الإرادة الإلهية يقول
بتاح حوتيب ( ما أراده الرب .. يتحقق )
وفي القرآن الكريم قال
الله تعالى ( إن الله يفعل ما يريد ) الحج -14
وقال تعالى ( وإذا أراد
الله بقوم ... الخ ... فلا مرد له . ) الرعد -11 أي لابد وأن يتحقق
ويعلق د عبد العزيز صالح
علي مقوله بتاح حوتيب ..( وتعاليم بتاح حوتيب قد التمست لمن وجهت إليه من جانب
الدين ما يكفل له توازنه النفساني والسلوكي .. فنبعته إلي إرادة عليا تقصر دونها
إرادة البشر ... هي إرادة الله )
كما ينهى بتاح حوتيب عن
الأعتراض علي هذه الإرادة الإلهية ويقول ( إن الجهول هو من يعترض على إرادة الرب )
وعن الأرزاق يقول بتاح
حوتيب ( الرزق وفق مشيئة الله )
وفي القرآن ( إن الله
يرزق من يشاء ) آل عمران -37
ويقول بتاع حوتيب ( أن
الرزق طبقا لتدبير وتقدير الرب )
وفي القرآن ( إن ربك
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ..) الإسراء -30
ويقول حوتب ( إن الله
يعز من يشاء ويذل من يشاء .. لأن بيده مقاليد الأمور )
وفي القرآن الكريم (
وتعز من تشاء وتذل من تشاء . بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير ) آل عمران – 26
ويقول حوتب أيضا ( لا
تكثر من اللغو ولا تسمعه فإن تكرر فأطرق في الأرض ولا تصغ اليه)
وفي القرآن الكريم قال
الله تعالى :-
( وإذا مروا باللغو مروا
كراما ) الفرقان -72
( وإذا سمعوا اللغو
أعرضوا عنه ) القصص -55
( والذين هم عن اللغو
معرضون ) المؤمنين -3
ويقول بتاح حوتيب أيضا
:- ( لا تخن من أئتمنك ) ... ( والأمين يؤدي أمانته )
وفي القرآن ( إن الله
يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها ) النساء -58
ويقول بتاح حوتب ( ما
علي الرسول إلا البلاغ .. وكن بغير خلط )
وفي القرآن الكريم :-
( ما علي الرسول إلا
البلاغ ) المائدة -99
( وما علي الرسول إلا
البلاغ المبين ) النور -54 والمبين هو الواضح الذي لا خلط فيه .
فهل كان هذا التطابق
الكامل بين التشبيهين مجرد مصادفة ؟؟
ثم كل تلك النشابهات
العديدة الأخري التي سبق ذكرها . هل كانت هي الأخري جميعها مجرد مصادفة ؟
وصدقت د. نعمات أحمد
فؤاد حين قالت ( الإسلام زهرة .. جذورها في مصر القديمة )
وتقول أيضا ( جاء
الإسلام ولم يكن جديدا علي مصر كل الجدة .. فمضامينه وقيمه نفذت إليها مصر بطريقة
ما )
إذ أن الكثير من المعاني
التي جاء الإسلام بها مسطورة في القرآن الكريم .. وكانت – هي نفسها – تتردد في مصر
القديمة منذ آلاف السنين .
ويبقي السؤال .. من الذي
أنبأ المصريين القدماء بكل ذلك المعاني ؟؟
ومن أين اتى الحكيم بتاح
حوتب بكل هذه المعاني القرآنية التي وردت في نصائحه ؟؟
باديء ذي بدء .. هي ليست
من ابتداعه وإنما هو قد نقلها من حكماء سابقين ..
وسيرة بتاح حوتب نفسها
تؤكد ذلك ..
ففي هذه السيرة أن دافعة
الأصلي لكتابة هذه المواعظ لإبنه كان إعداده لتولي منصب الوزارة من بعده – عندما بلغ
سن الشيخوخة – حيث كان قد تقدم للملك برغبته هذه .
وقل له – كما يذكر د.
سليم حسن ( دع إبني يحتل مكاني .. فأعلمه أحاديث وأفكار من سلفوا في الأزمان
الخالية )
ويورد المؤرخ عبد القادر
حمزة نفس الواقعة حيث يذكر أنه قال للملك (وليكن لي أن ألقن ابني .. مواعظ القدماء
) وعندئذ وافق الملك وأجابه ( لقن ابنك الحكم القديمة )
إذن فكل ما سيقوله بتاح
حوتب لأبنه هي المواعظ والنصائح التي سبق ذكرها في الصفحات السابقة هو جميعة من
الحكم القديمة ومن مواعظ القدماء ..
ويؤكد هذا ايضا أن بتاح
حوتب في ختام نصائحه قال لأبنه ( والفضل في هذه النصائح التي القيتها عليك يرجع
للأجداد )
أي أن كل ما ذكره بتاح
حوتب من مواعظ ونصائح كان موجودا ويتردد في مصر قبل عصره بكثير أي قبل الأسرة
الخامسة (2560 : 2420 ق م )
أما عن الأسرة السادسة (
2430 : 2280 ق م )
من بين شخصيات هذا العصر
حاكم مسمي ( حر خوف )
يقول عنه فرتنسوا دوماس
( وعندما تظهر الوصايا التي تتعلق بالعدالة والإحسان منذ الدولة القديمة فأنها
تنسب في معظم الأحوال الي الله )
وقد أعلن حر خوف ( أرغب
أن يكون إسمي قد بلغ الكمال في حضرة الإله العظيم )
وعن التوحيد في زمن
الأسرة السادسة بوجه عام قيذكر المؤرخ عزة دروزة ( وقد وحد في نقوش الأسرة السادسة
هذا الوصف – أيها السيد المالك كل شيء والذي لا نهاية ولا حد له .. الخ )
وواضح أن النص يحتوي علي
وصف الإله الأكبر الواحد الخالق المالك لكل شيء ...
في الجزء القادم سوف
نتكلم عن مختصر قوم عاد ونبي الله هود
===============
المرجع :- قدماء
المصريين أول الموحديين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق