قلنا أن بعثة نبي الله
هود الي قوم هود كانت في خلال حكم الأسرة الخامسة والسادسة في تاريخ مصر القديم .
ولكن لم يكن بينهم علاقوة ذكرت في جميع كتب التاريخ وجميع الكتب السماوية .
وهنا بالجزء الأخير نعرض
مختصر عن قوم عاد – الأحقاف – وبعثة هود عليه السلام تقريبا عام 2400 ق م .
سكن قوم عاد في منطقة
الأحقاف بين الربع الخالي وحضرموت حيث حباهم الله الأجسام الضخمة والأبدان القوية
لقوله تعالى ( واذكروا إذ جعلكم من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة ) الأعراف-69
. فهم من القبائل العربية التي استخلفت في جنوب الجزيرة العربية بعد قوم نوح
المسلمين الذين نجوا من الطوفان العظيم . فراحوا يشيدون البيوت وينشئون المصانع
فأضحت لديهم حضارة مادية غير مسبوقة حيث وصف الله مدينتهم بقوله ( ألم تر كيف فعل
ربك بعاد – إرم ذات العماد – التي لم يخلق مثلها في البلاد ) الفجر 7-8 . وقد أسهب
المؤرخون في وصف هذه المدينة لما تحتويه من لآلف من القصور الشاهقة العالية
المطعمة بالأحجار الكريمة والمحاطة بالأسوار المرتفعة .. الخ .
ومع هذه الخيرات العظيمة
والنعم الوفيرة التي ينبغي أن تقابل بالشكر والثناء راحت عاد تنغمس في الملذات
الحسية والشهوات الدنيويه فعبدو أصناما ثلاثة ( صداء وصمود والهباء ) فبعث الله
فيهم نبي الله هودا عليه السلام ليهديهم
الي سواء السبيل بعد أن اشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا ونحو شريعة الله في
حياتهم .
وبقد دعا هود قومه
بالوسائل الحسنى فأستكثروا أن يدعوهم هود الي عبادة الله وحده ونبذ عباده الآباء
الضالين , فلما استخدم هود جميع الطرق المقنعة لهداية قومه بدأت علامات النتجحين
في المقابل تتصاعد فقالوا له ( ... سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين – إن هذا
إلا خلق الأولين – وما نحن بمعذبين ) الشعراء 136 . فأوقع الله عليهم الرجس والغضب
فحبس عليهم الغيث ثلاث سنين حتي بلغ الجهد مبلغه والبلاء غايته فجاء أمر الله
بإنزال العذاب , قال تعالى ( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض
ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم – تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا
لا يرى إلا مساكنهم كذللك نجزي القوم المجرمين ) الأحقاف 24-25 . بعد أن تجى الله هودا
والذين آمنوا معه من العذاب الأليم .
الجزء القادم سنتكلم علي
قوم ثمود ونبي الله صالح وسنعرف إن كان لهم علاقة بحضارة مصر القديمة أم لا مع سرد
الأحداث الزمانية والمكانية لهذا الحدث
===============
المرجع : اطلس تاريخ
الأنبياء والرسل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق