الأحد، 5 مارس 2017

(14)النبي هود وقوم عاد - الجزء الرابع والأخير

قلنا أن بعثة نبي الله هود الي قوم هود كانت في خلال حكم الأسرة الخامسة والسادسة في تاريخ مصر القديم . ولكن لم يكن بينهم علاقوة ذكرت في جميع كتب التاريخ وجميع الكتب السماوية .
وهنا بالجزء الأخير نعرض مختصر عن قوم عاد – الأحقاف – وبعثة هود عليه السلام تقريبا عام 2400 ق م .

سكن قوم عاد في منطقة الأحقاف بين الربع الخالي وحضرموت حيث حباهم الله الأجسام الضخمة والأبدان القوية لقوله تعالى ( واذكروا إذ جعلكم من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة ) الأعراف-69 . فهم من القبائل العربية التي استخلفت في جنوب الجزيرة العربية بعد قوم نوح المسلمين الذين نجوا من الطوفان العظيم . فراحوا يشيدون البيوت وينشئون المصانع فأضحت لديهم حضارة مادية غير مسبوقة حيث وصف الله مدينتهم بقوله ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد – إرم ذات العماد – التي لم يخلق مثلها في البلاد ) الفجر 7-8 . وقد أسهب المؤرخون في وصف هذه المدينة لما تحتويه من لآلف من القصور الشاهقة العالية المطعمة بالأحجار الكريمة والمحاطة بالأسوار المرتفعة .. الخ .



ومع هذه الخيرات العظيمة والنعم الوفيرة التي ينبغي أن تقابل بالشكر والثناء راحت عاد تنغمس في الملذات الحسية والشهوات الدنيويه فعبدو أصناما ثلاثة ( صداء وصمود والهباء ) فبعث الله فيهم نبي الله هودا عليه السلام  ليهديهم الي سواء السبيل بعد أن اشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا ونحو شريعة الله في حياتهم .
وبقد دعا هود قومه بالوسائل الحسنى فأستكثروا أن يدعوهم هود الي عبادة الله وحده ونبذ عباده الآباء الضالين , فلما استخدم هود جميع الطرق المقنعة لهداية قومه بدأت علامات النتجحين في المقابل تتصاعد فقالوا له ( ... سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين – إن هذا إلا خلق الأولين – وما نحن بمعذبين ) الشعراء 136 . فأوقع الله عليهم الرجس والغضب فحبس عليهم الغيث ثلاث سنين حتي بلغ الجهد مبلغه والبلاء غايته فجاء أمر الله بإنزال العذاب , قال تعالى ( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم – تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذللك نجزي القوم المجرمين ) الأحقاف 24-25 . بعد أن تجى الله هودا والذين آمنوا معه من العذاب الأليم .
الجزء القادم سنتكلم علي قوم ثمود ونبي الله صالح وسنعرف إن كان لهم علاقة بحضارة مصر القديمة أم لا مع سرد الأحداث الزمانية والمكانية لهذا الحدث
===============

المرجع : اطلس تاريخ الأنبياء والرسل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق