هو هود بن عبدالله بن رباح
بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام عليه السلام
وبعثته كانت ما بين عام
2450 – 2320 ق م إلي قوم عاد ومكان بعثته بالأحقاف وهي مدينة بين الربع الخالي
وحضرموت . وكانت بعثته بالتحديد عام 2400 ق م . والله تعالي أعلي وأعلم . وكان هذا
مع التوازي في حكم الأسرة الخامسة و السادسة بالدولة الحديثة بمصر 2420 – 2280 ق
م .
نبذة عن الأسرة الخامسة :-
الحكيم ( بتاح حوتيب )
كان هذا الحكيم العظيم
وزيرا لأحد ملوك هذه الأسرة وقد كتب مجموعة من المواعظ والنصائح لأبنه .
يقول عنها د. سليم حسن :
( ولقد بقيت مواعظ وأمثال بتاع حوتيب منارة يستضاء بها في معايير الأخلاق وليس أدل
علي ذلك من أن نصائحه كانت تعيش بعد مئات السنين من وضعها )
كما يذكر د. أحمد فخري (
لقد ترك الحكيم – بتاح حوتيب – مجموعوة نصائح وارشادات هي ذخيرة من الحكمة
والإرشاد الي حسن السلوك اعتز بها المصريون في جميع عصورهم )
لقد كان هذا الحكيم العظيم
من كبار الموحدين وهذه نماج من بعض مواعظة ونصائحة :
يقول بتاح حوتيب :- يد
الإله مصير كل حي ولا يعادل في هذا إلا جاهل
,, سوف يرضى الله عملك
إا كنت متواضعا وعاشرت الخكماء
.... ليكن للناس نصيب
مما تملك ( صدقة وزكاة ) – فهذا واجب علي من يكون صفيا لله
ويقول أيضا :- إن تدبير
الخلق بيد الله الذي يحب خلقه ...
إن الله يعز من يشاء
ويذل من يشاء .. لأن بيده مقاليد الأمور ... فمن العبث التعرض لإرادة الله...
إذا شئت أن تعيش من مال
الظلم أو تغتني منه ... نزع الله نعمته منك وجعلك فقيرا ....
بقدر الكد تكسب الثروة
.. فمن جد في طلبها نجح الله مسعاه ...
لا توقع الفزع في قلوب
البشر لئلا يضربك الله بعصا انتقامه ...
إن التعرف بأعاظم الناس
نقحة من نفحات الله ....
إذا كنت عاقلا .. فرب
ابنك حسبما يرضي الله ...
إذا نلت الرفعة بعد
الضيعة .. وحزت الثروة بعد الفاقة . فلا تدخر الأموال بمنع الحقوق عن أهلها . فأنك
أمين علي نعم الله . والأمين يؤدي أمانته .
وإن جميع ما وصل اليك
سينتقل الي غيرك ولا يبقي فيه لك إلا الذكر .. إن حسنا أو سيئا ..
ويقول أيضا :-
إن الإبن المستمع – أي المطيع
– يحبه الله ...
ويقول ايضا :-
الغلام الطيب – هدية من
الله
الرب وحده هو من يقدر
الفلاح
ماتحقق تدبير للخلق وما
اراده الرب يتحقق
الرزق وفق إرادة الرب
والجهول من يعترض علي ارادته
لقد غزت النفوس اتباع
الرب وحده
هذه كانت أمثلة لبعض
أقوال الحكيم بتاح حوتيب . ويلاحظ أنه فيها جميعا لا يذكر اسم الإله إلا في صيغة
المفرد أي أنه كان موحدا بالله .
ولذا يذكر هنري توماس (
وكمصل جميع حكماء مصر .. كان بتاح حوتيب يؤمن بإله واحد )
ويذكر المؤرخ أنطون زكري
( ولقد ورد عن المصريين القدماء لفظ الجلالة مرارا وفي مواعظ وخكم بتاح حوتيب ..
جاء قوله ( لا توقع في قلوب البشر لئلا يضربك الله بعصا انتقامه .. وهذا لا شك يدل
دلالة واضحة علي أنهم عرفوا الإله الحق الصمد )
كما يذكر والس بدج (
ولقد أظهر بتاح حوتيب صفات الله بوضوح ... الله الذي كان في عقيدته بالغ العظمة
للدرجةو التي لا يمكن معها أن يطلق إسم سوى الكلمة المجردة (الله) )
ومن الجدير بالذكر أننا
نجد في مواعظ هذا الحكيم أيضا تشابها مع بعض مواعظ الحكيم المصري القديم لقمان .
مما يشير الي نفس هذه
المعاني كانت تتردد في وادي النيل علي مر العصور والأجيال
فمثلا يقول الحكيم
المصري لقمان وهو يعظ ابنه (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يهظه : الخ .. ولا تصعر خدك
للناس )) لقمان 13-19
ويقول الخكيم المصري
القديم بتاح حوتيب وهو يعظ ابنه ( ولا تكونن متكبرا ولا تكونن منتفخ الأوداج ...
الخ ) ويعلق د. سليم حسن علي هذه الفقرة بقوله ( ويسدى بتاع حوتيب النصح لابنه ..
بأن عليه أن ينهج سبيل التواضع ولا يتكبر )
ويذكر ابن كثير ( قال
ابن عباس : ولا تصعر خدك للناس ... أي لا تتكبر )
ويضيف أيضا : (
"ولا تصعر خدك للناس" .. أي لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كملوك
استكبارا عليهم )
وفي مختار الصحاح (
الصعر : الميل في الخد من الكبر .. ومنه قوله تعالى "ولا تصعر خدك
للناس")
ويعلق الأستاذ محمد العزب
موسى ( غير أن أهم تشابه يشترك في الحكيمان – لقمان وبتاح حوتيب – هو تأكيدهما علي
انتهاج فضيلة التواضع وعدم الصلف والتكبر علي الناس فالقرآن يقول علي لسان لقمان
لأبنه " ولا تصعر خدك للناس" ويقول بتاح حوتيب " ولا تكونن متكبرا
.. ولا تكونن منتفخ الأوداج )
ويوقول الحكيم المصري
القديم – لقمان – وهو يعظ ابنه : ( وإذ قال لقمان لابنه .. الخ .. وأمر بالمعروف
وانه عن المنكر ) لقمان 13-17
ويقول الحكيم المصري
القديم بتاح حوتيب .. وهو يعظ ابنه ( وإذا فاه اخوك بالشر فأنصحه )
ويقول لقمان ايضا (
" وأغضض من صوتك ") لقمان 13-19
ويوقل بتاح حوتيب وهو
يعظ ابنه ( وجاوبه بوداعة .. لينجذب قلبه اليك .. وتكلم بدون حدة )
( وصناعة الكلام ...
أصعب من أي فن آخر )
هذا ما كانت عليه الأسرة
الخامسة من قدماء المصريين في زمن نبي الله هود وقوم عاد
وللحديث بقية
==============
المراجع : - أطلس
الأنبياء والرسل
قدماء المصريين أول الموحدين
مصر الفرعونية – أحمد فخري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق