اسماعيل نبي مبعوث الي الهكسوس .
يذكر المؤرخين أن أولئك البدو الذين
كانوا جيران هاجر عندما استوطنت بجوار بئر زمزم كانوا قبيلة تسمي جرهم .
وقد كانت قبيلة جرهم هذه إحدى قبائل
العماليق ( الهكسوس ) الذين كانوا منتشرين خارج مصر ايضا وبذلك كان أولئك العماليق
أول من استوطن بعد هاجر مكة المكرمة .
يذكر د. أحمد الشامي: ( نزل العماليق
الي جوار هاجر عندما لاحظوا وجود مصدر للماء عندها إذ تصادف أن كانت قبيلة جرهم
آتية .. الخ .. فنزلوا بجوارها .. وظلوا مقيمين علي مقربة منها فنشأ اسماعيل
وترعرع في جوارهم ... الخ )
ويذكر الأستاذ شوقي عبد الحكيم (
فأسكنها إبراهيم وادي فاران – أي مكة – فكان أن اسكن الله فؤادها بقبائل جرهم
العماليق ... الخ ... ويذكر أن أولئك العماليق هم الذين غزوا مصر تحت أسم الهكسوس
.)
ونفس هذا القول نجده في العديد من
المراجع وهو أن أول وأقدم سكان مكة بعد هاجر كانوا من العماليق الهكسوس .
ولذا .. كان من الطبيعي أن يكون
اسماعيل نبيا مبعوثا الي اولئك العماليق . حيث يذكر الطبري ( ونبأ الله عز وجل
إسماعيل ... فبعثه الي العماليث )
ويذكر ابن كثير ( وكان اسماعيل عليه
السلام رسولا الي اهل تلك الناحية وما والاها من قبائل جرهم والعماليق)
ويذكر العقاد – نقلا عن أبو الفدا (
وأرسل الله اسماعيل الي قبائل العماليق )
ويذكر الثعلبي ( ثم نبأ الله تعالي
اسماعيل فبعثه الي العماليق )
ومن المعروف أن اسماعيل لم يعايش أباه
ابراهيم الذي تركه في وادي مكة رضيعا ولم يكن يزوره إلا من حين الي حين .
وبذلك نشأ إسماعيل في أحضان امه التي
هي واحدة من قدماء المصريين . ثم لما كبر زوجته امه واحدة من قومها قدماء المصريين
ومن هذه الزوجة المصرية أنجب إسماعيل
جميع ابنائه الأثني عشر .
ولم تكن مصر في حياة اسماعيل ممثلة في
الأم والزوجة فقط وإنما يذكر المؤرخون أيضا أنه كان يتردد علي أرض مصر .
يذكر ابن الياس ( قال الكندي في كتابه
فضائل مصر بأنه دخل مصر من الأنبياء ثلاثين نبيا .. منهم اسماعيل بن ابراهيم ...
نقل ذلك الشيخ جلال السيوطي )
ويذكر ابن ظهيرة ( كان بمصر من
الأنبياء إبراهيم واسماعيل ... الخ )
إذن لم تكن صلة اسماعيل بقدماء
المصريين منقطعة وإنما كان طيلة حياته في احضانهم يحوطونه من كل جانب .
فهم بالنسبة له الأم والزوجة
والأخوال وأخوال أولاده والأصهار والأصدقاء في ارض المزار .
ذلك فضلا عن أن هذا النبي جد محمد
عليه الصلاة والسلام وفي عروقه أصلا دماء قدماء المصريين
وبرغم اتصال اسماعيل بقدماء المصريين
وبرغم أن هنالك احتمالا كبيرا أيضا بأنه كان ملما بلغتهم .. إلا أننا لا نجد في أي
مرجع من المراجع – يهودية أو اسلامية – أي ذكر لتوجهه بدعوته التوحيدية إلي أي
واحد من أولئك المصريين القدماء .
أليس هذا دليل علي أنهم آنذاك لم
يكونوا في حاجة الي من يرشدهم الي التوحيد . ذلك لأنهم كانوا جميعا من الموحدين
بالفعل .
=============
المرجع :- قدماء المصريين أول
الموحدين
===================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق